4840138 – 03
aiu_caritasalex@yahoo.com
القصص
بعد ثمان سنوات
لا أدرى كيف أروي قصتي … من أين أبدأ؟ فأنا من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرى! أصبت بالعدوى من زوجى الذى مات من دون أن يخبرنى بإصابته! غاب عنى دون أن يعلمني بالسبب وراء تلك التصرفات الغريبة والجارحة التى كان يقوم بها تجاهي!
بدأ الأمر بإبتعاده عنى وعزل نفسه تماماً، حتى أخذتني الشكوك ورحت أراقبه وأوجه له اللوم والتوبيخ .. ! لكنه للأسف لم يتغير من معاملته لى، فظل قليل الكلام، ملازماً لغرفته …!
كان زوجى مصاباً بالسرطان؛ فظننت أن ذلك هو السبب وراء تعامله الغريب معى! غير أنه بعد وفاته، أكتشفت أننى مصابة بفيروس نقص المناعة البشري …! صدمنى الخبر، خاصة حينما أكد لى الطبيب أنها عدوى … فدارت بى الدنيا وشعرت تارة بأني كالغريقة أبحث لاهثة عن طوق نجاة، وتارة أخرى أنى أسقط من طابق عالٍ وأن الموت هو المصير المحتوم …
جاء موقف الأهل والأخوات ليكمل المأساه، فبين الصراخ والاستنكار ونظرات الاشمئزاز حرمنى أهلى من أبنائى مدعين أنهم بذلك ينقذون حياتهم! ووسط كل ذلك، جاءت يد العون من ممرضة، أشارت علىّ بالتوجه لجمعية متخصصة تقف إلى جانب المتعايشين، تداوى قلوبهم وتعينهم على تلقى العلاج!
هناك استقبلنى الطبيب وشرح لى الكثير من المعلومات التى لم أكن أعرفها من قبل؛ فتعلمت كيف أحافظ على صحتى وصحة أولادى، وانضممت إلى مجموعة لدعم المتعايشين الجدد، وتعلمت مهارات تساعدنى على التعامل مع الأعراض التى تنتابنى أحياناً، والكثير والكثير من المهارات والمعلومات التى أستفيد منها اليوم.
وها أنا ذا بعد ثمان سنوات، أعيش حياه طبيعية مثل أى إنسان.